والمقصود أنَّ سبيل الله هي الجهاد وطلب العلم ، ودعوة الخلق به إلى الله "[انظر كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم : ج 1
ص 70 ] .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : (( من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو في منزلة المجاهد في
سبيل الله ، ومن جاءه لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره )) [أخرجه ابن ماجه (227) بسند صحيح ] .
6 ــ التنافس في بذل العلم :
ولم يجعل الله التحاسد إلا في أمرين : بذل المال ، وبذل العلم ، وهذا لشرف الصنيعين ، وحث النَّاس على التنافس في وجوه الخير . عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي : (( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ، ورجل آتاه
الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ))[ متفق عليه].
7ــ العلم و الفقه في الدين أعظم مِنَّة :
ومن رزق فقهًا في الدين فذاك الموفق على الحقيقة ، فالفقه في الدين من أعظم المنن .
عن ابن عباس أنَّ رسول الله قال : (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )) [ أخرجه الترمذي (2645) وقال : حسن صحيح ].
8 ــ العلم مقدم على العبادة :
والعلم مقدم على العبادة ، فإنَّ فضلا في علم خير من فضل في عبادة ، ومن سار في درب العلم سهل عليه طريق الجنة .
أخرج البيهقي في سننه عن أمنا عائشة ا قالت : قال رسول الله :
(( إنَّ الله أوحى إليَّ : أنه من سلك مسلكا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة ومن سلبت كريمتيه أثبته عليهما الجنة و
فضل في علم خير من فضل في عبادة و ملاك الدين الورع )) [ أخرجه البيهقي ، بسند صحيح ].
يتبــــــــــــــــــــــــع
العصماء المدير العام
عدد الرسائل : 7753 اعلام الدول : مزاجي : الهواية : تاريخ التسجيل : 10/09/2008
موضوع: رد: النّاس موتى وأهل العلم أحيـــاءُ الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 8:52 am
ثانياً ــ فضل العلماء
1 ــ العلماء هم الثقات :
قال الله تعالى : (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز
الحكيم)) [ آل عمران : 18]
فأهل العلم هم الثقات العدول الذين استشهد الله بهم على أعظم مشهود ، وهو توحيده جل وعلا .
2ــ مديح الله تعالى للعلماء :
وقد مدح الله أهل العلم وأثنى عليهم ، فجعل كتابه آيات بينات في صدورهم ، به تنشرح وتفرح وتسعد .
قال الله تعالى : (( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون))
[ العنكبوت:49]
3 ــ العلماء ورثة الأنبياء :
وهم أهل الذكر ، الذين أمر الناس بسؤالهم عن عدم العلم قال الله تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن
كنتم لا تعلمون )) [ النحل:43]
4 ــ رفع درجات أهل العلم والإيمان خاصة :
قال تعالى : (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) [ المجادلة :11 ]
5 ــ لا ينقطع عمل العالم بموته :
بخلاف غيره ممن يعيش ويموت ، وكأنَّه من سقط المتاع ، أمَّا أهل العلم الربانيون الذين ينتفع بعلمهم
من بعدهم فهؤلاء يضاعف لهم في الجزاء والأجر شريطة الإخلاص .
عن أبي هريرة أن رسول الله قال : (( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من
صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ))[ أخرجه مسلم].
6 ــ رحمة الله تتنزل على العالم والمتعلم :
وكل ما في الدنيا هالك وإلى زوال ، تتنزل عليه اللعنات ، والمرحوم من ذلك صنفان من النَّاس : أهل
العلم وطلبته ، والعابدون الذاكرون الله كثيرًا .
عن أبي هريرة أنَّ رسول الله قال : (( ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم
أو متعلم ))[ أخرجه الترمذي (2322) وقال : حسن غريب ]
7 ــ بالعلم يكثر أجر العامل :
وبالعلم يعظم أجر المؤمن ، ويصحح نيته ، فيحسن عمله ، وإذا كان النَّاس لا يشغفون بالمال عن العلم
، فإنَّ فضل العلم على المال أعظم ، وقد فصل لنا الشرع في هذه القضية ، فقد قسَّم رسول الله النَّاس
على أصناف أربعة ، جعل الناجين منهم صنفين ، وهما من تلبث بالعلم .
فعن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله يقول : (( ثلاثة أقسم عليهن ، وأحدثكم حديثا فاحفظوه .
قال : ما نقص مال عبد من صدقة ، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ، ولا فتح عبد
باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها . وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال : إنما الدنيا لأربعة
نفر : عبد رزقه الله مالا وعلما ، فهو يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل
المنازل . وعبد رزقه الله علما ، ولم يرزقه مالا ، فهو صادق النية يقول : لو أن لي مالا لعملت بعمل
فلان فهو بنيته فأجرهما سواء . وعبد رزقه الله مالا ، ولم يرزقه علما ، فهو يخبط في ماله بغير علم ،
لا يتقي فيه ربه ، ولا يصل فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقا ، فهذا بأخبث المنازل .وعبد لم يرزقه الله
مالا ولا علما ، فهو يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته فوزرهما سواء .[ أخرجه
الترمذي (2325) وقال : حسن صحيح]
والشاهد هنا أنَّ النبي جعل العلم الحقيقي هو العلم الذي يبصر المرء بحقائق الأمور ، فصاحب المال
إذا لم يتحلَ بالعلم فإنَّه سيسيء التصرف فيه ، فتجده ينفقه على شهوات نفسه ، ولا يعرف شكر هذه
النعمة ، ولذلك استحق أن يكون بأخبث المنازل ، والعياذ بالله .
وجعل العالم يعرف قدر المال الحقيقي ، فيم ينفق ؟ فبعلمه نوى نية صالحة فصار بأعلى المنازل ، وإن
لم ينفق .
8 ــ الاستغفار للعالم :
ويكفي صاحب العلم فضلاً أنَّ الله يسخر له كل شيء ليستغفر له ويدعو له ، فعن أنس بن مالك أنَّ
رسول الله قال : (( صاحب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر ))[ أخرجه أبو يعلى
بسند صحيح ].
طلبة العلم هم وصية رسول الله :
فعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله : (( سيأتيكم أقوام يطلبون العلم ، فإذا رأيتموهم فقولوا
لهم : مرحبًا بوصية رسول الله وأقنوهم ـ علموهم ـ ))[ أخرجه ابن ماجه (247) بسند حسن ] .
10 ــ إشراقة وجوه العلماء ونضارتها :
وأهل العلم الذين يبلغون الناس شرع الله تعالى هم أنضر الناس وجوهًا ، وأشرفهم مقامًا ، بدعاء
رسول الله لهم .
قال : (( نضَّر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، رب حامل فقه إلى من هو
أفقه )) [ أخرجه ابن ماجه (230) بسند صحيح ] .
يتبـــــــــــــــــــــــــع
العصماء المدير العام
عدد الرسائل : 7753 اعلام الدول : مزاجي : الهواية : تاريخ التسجيل : 10/09/2008
موضوع: رد: النّاس موتى وأهل العلم أحيـــاءُ الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 9:04 am
11 ــ مِنَّة الله على أنبيائه بالعلم:
ومن شرف العلم وفضله أنَّ الله امتن على أنبيائه ورسله بما آتاهم من العلم ، دلالة على عظم المنَّة .
فذكر نعمته على نبينا محمد فقال الله تعالى : (( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن
تعلم وكان فضل الله عليك عظيمًا )) [ النساء:113 ]
وعلى خليله إبراهيم ، قال تعالى : " إنَّ إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين شاكرًا
لأنعمه " [ النحل: 120-121 ] وعلى نبيه يوسف (( ولما بلغ أشده آتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك
نجزي المحسنين )) [ يوسف : 22 ] وعلى كليمه موسى : (( ولما بلغ أشده واستوى آتيناه
حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين )) [ القصص:114 ] وعلى المسيح عيسى بن مريم :
(( يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيَّدتُك بروح القدس تكلم الناس في المهد