عيد الفطر في غزة

تشهد الأسواق فى غزة إقبالا ضعيفا من جانب المواطنين قبل حلول عيد الفطر السعيد، بسبب سوء الأحوال الاقتصادية المتردية جراء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف.



ويرى العديد من المواطنين أن ارتفاع الأسعار الهائل فى الأسواق الغزية يعود إلى إغلاق المعابر التجارية ودخول البضائع عن طريق شبكة الإنفاق الأرضية على الحدود الفلسطينية المصرية.



ومن جانبه قال المواطن محمد (22) أحد المتجولين فى سوق الشيخ رضوان، "اشتريت بنطلونا وقميصا وحذاء بسعر لا يصدق ما يقارب "350" شيكلا ما يزيد عن مائة دولار أمريكي".



وأضاف قائلا أنا موظف ولدى راتبي وباستطاعتي شراء حاجتي رغم الغلاء الفاحش والاستغلال الذي يقع على عاتق المواطن من قبل التجار، متسائلا عن من لا يعمل وله أسرة كيف سيستطيع ان يتدبر أموره".



ويقول أبو خليل (46) إنه اعتاد سنوياً ومع حلول العيد اصطحاب أبنائه الخمسة معه إلى السوق وشراء الملابس لهم، ولكن هذا العام وبسبب فقدانه لعمله وانضمامه إلى قطار البطالة واختلاف الوضع القائم على حياته الاقتصادية لن يستطيع.



وتابع أبو خليل "لتفادى الوضع قدر الإمكان أحاول شراء البعض من كسوة العيد لإعادة البسمة لوجوههم ولو بالشيء القليل، مشيرا إلى أن رزقه القليل لا يكفي متطلبات بيته من مأكل ومشرب ولا يتعدى 700شيكل، معظمها مساعدات من أهل الخير".



ومن جهته أسعد (38) صاحب محل للأحذية فى الشيخ رضوان قال أنه اعتاد سنوياً إلي استئجار عاملين في هذا الموسم للعمل في محله التجاري لتلبية طلبات الزبائن، مضيفا أنهم كانوا يعملون حتى ساعات متأخرة من الليل، لكن هذا العام لم يستأجر أي عامل واكتفى هو بنفسه بتلبية حاجات الزبائن.



وقال: "إنني أفتح المحل عند ساعات الظهيرة ولم أشاهد إلا القليل من الزبائن، غالبيتهم من أبناء الطبقة الميسورة نوعاً ما، محملا ذلك على الحصار المحكم المفروض على قطاع غزة منذ عام ونصف.



وفى ذات السياق شهدت محلات تصليح الأحذية لهذا العام إقبالا كبيرا من المواطنين ، كما أكد العديد من العاملين في هذه المحلات.



ويشير الشاب (28) محمد الذي يعمل في تصليح الأحذية في سوق الشيخ رضوان بمدينة غزة إلى ازدياد أعداد المواطنين الذين يقبلون على تصليح أحذيتهم وحقائبهم قبيل حلول عيد الفطر السعيد، لاسيما أن كثيرا منهم يعاني من ضعف القوة الشرائية في ظل استمرار الحصار.



وأردف محمد قائلا كيف يمكن لمواطن عاطل عن العمل منذ أكثر من عام أن يوفر أثمان الأحذية أو أية مستلزمات أخرى لأطفاله، مضيفاً أن ذلك اضطرهم إلى تصليح ما لديهم من أحذية قديمة.



ويعتبر عيد الفطر القادم من أكثر الأعياد قساوة وحزنا على الفلسطينين في الضفة الغربية وقطاع غزة جراء حالة الإنقسام التي يعيشونها وإستمرار حصار إسرائيل لغزة وعمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة.