رمضان في غزة: حصار..إضرابات.. انقسام.. فقر.. بطالة.. غلاء

غاب المشهد الرمضاني عن قطاع غزة لهذا العام بسبب ما يعانيه من حصار إسرائيلي مطبق وانقسام داخلي وما ترتب على ذلك من ارتفاع نسبة الفقر والبطالة والغلاء الفاحش في الأسعار.



وزيادة على ما يعانيه سكان قطاع غزة من أزمات وأوضاع صعبة على كافة الأصعدة جاءت مشكلة الإضرابات في النقابات المهنية وتحديدا في قطاعي الصحة والتعليم "لتزيد الطين بله" وتنغص على المواطن حياته أكثر فأكثر , فهو إن مرض لا يجد من يعالجه وإذا أرسل أولاده للتعليم لن يجدوا من يدرسهم.



ورصدنا أثناء جولاتنا في شوارع غزة آراء بعض الغزيين بعد حلول شهر رمضان فقال المواطن أبو رامى (51) عاما، "بصراحة لا اشعر حقيقة بان الاجواء توحي اننا نعيش شهر رمضان ، فالظروف من سيء الى اسوأ والاسعار فى تزايد رغم قلة الدخل على المواطن الفلسطينى ولاسيما طبقة العمال اللذين لا حول ولا قوة لهم".



وطالب ابو رامى " حركتى فتح وحماس ان يتقوا الله فى الشعب الفلسطينى وان يضعوا المصلحة الوطنية على سلم الاولويات بما يخدم المواطن الفلسطينى " .



أما المواطن عيسى (43) عاما، فعبر عن قلقه بحلول شهر رمضان، قائلا أنا لا أعمل منذ أكثر من أربع سنوات لأسباب مرضية صعبة وليس لى أى مصدر رزق ، لكى أبتاع منه الحاجيات الرمضانية .



وأضاف " أن السلطة فى رام الله تعطى موظفيها رواتب وحماس فى غزة كذلك الأمر" ومن هم مثلى فهم ضائعين ، متساءلا كيف سيتدبر أمور هذا الشهر الفضيل من مصاريف على حد تعبيره .



ومن جهته المواطن سعيد (43) عاما وصف شهر رمضان أنه إستثاء الإستثناء فى قطاع غزة " لان أى سلطة بوليسة تحكم أى بلاد فى العالم ، فلابد أن يكون هناك أحتكار ، معبرا عن الوضع فى القطاع "زى الزفت" والشعب الفلسطينى لا يحسد عليه .



وعن قدرة المواطنين على شراء مستلزمات رمضان خاصةً قال سعيد بعدما أُنهكت جميع الأسر في توفير متطلبات المدارس التي فتحت أبوابها ، أعتقد أن الوضع صعب جدا على المواطن الفلسطينى عامة وعلى العامل الفلسطينى خاصة .



وبدورها تساءلت الحاجة أم نبيل (65) عام قائلة " كيف سنتقبل شهر رمضان ونحن نسعى لتأمين انبوبة غاز لكى نتمكن من الطهو ، والحقيقة انني غير متفائل لأن الوضع المادي سيء والاسعار غالية جدا ".



واعتبرت أم نبيل أن نقص غاز الطهي يشكل الأزمة الكبرى لدى الأهالي والباعة على حد سواء، فى نفس الوقت الذي تعاني منه الأسر بسبب عدم قدرتها على توفير أنبوبة الغاز المنزلي، يواجه أيضا الباعة وأصحاب المحلات الذين يتزايد استهلاكهم للغاز خلال شهر رمضان.



وتجدر الإشارة إلى ان قطاع غزة يعيش حالة من الحصار الإسرائيلي المطبق منذ قرابة العامين, في ظل انقسام داخلي جاء بعد سيطرت حركة حماس على زمام الأمور في القطاع.