كيف نحبب أبناءنا فى الصلاة؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .
الصلاة عماد الدين ولا جدال فى ذلك, إذا صلحت صلح سائر العمل وإذا فسدت فسد سائر العمل, ومن أهميتها أوصى النبى r وهو فى مرض موته الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم , ولقد علم الصحابة فضلها فكان الرجل فى حال مرضه يهادى به بين رجلين ليذهب إلى الصلاة فى المسجد, ولأن أبنائنا هم فلذات أكبادنا يمشون على الأرض, فقد أوصانا النبى r وسلم بحسن رعايتهم وتأديبهم ورحمتهم فقال صلى الله عليه وسلم مبينا من هو خير الناس :" خيركم خيركم لأهله " وأعظم ألوان الخير لأفراد الأسرة حسن الرعاية والتأديب.
وإن أعظم صور تأديب الأبناء تعليمهم الصلاة وغرس محبتها في قلوبهم ليقوموا بحقوقها خير قيام , لأنها الشعيرة التى تجعل الصلة بينك وبين الله قوية طوال اليوم, لأنك نقف بين يدى الله خمس مرات فى اليوم تناجيه وتختلى بذكره ومناجاته وقد نبه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الأبوين إلى ضرورة ربط صلة الأبناء بالله تعالى في سن الطفولة المبكرة – عند سن السابعة־ لأن ذلك أدعى أن يشب الأولاد على محبة الله والحرص على الصلاة.وإدراك أسرارها وفضائلها الكثيرة فقال صلى الله عليه وسلم :" مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ." رواه أبو داود
وتطبيقا لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم أضع بين يدي إخواني الآباء وأخواتي الأمهات هذه الطرق والخطوات العملية التي تساعد على تحبيب الصغار في الصلاة والحرص عليها :
1 – التربية الإيمانية
فلا يتوقع الأبوان التزاما تاما من الأبناء بأداء الصلوات وقلوبهم فارغة من معاني العقيدة؛ لأن الطفل في مراحله المبكرة لا يستطيع إدراك الغيبيات فيكون دور الأبوين هنا تقريب معاني العقيدة كحقيقة الله الواحد ومعنى النبوة, وحقيقة اليوم الآخر, ولنا في ذلك القدوة الحسنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلم الطفل منذ نعومة أظفاره أن الله هو خالق كل الناس والأشياء المحيطة به, وأنه هو الذي يعطي للإنسان كل النعم فهو الرزاق لخلقه والحريص على هدايتهم, كان يعلم عبد الله بن عباس ويقول له يا غلام إنى أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ) إلى أخر الحديث فهو يغرس فيه العقيدة أولاً بحيث يكون أرضاً خصبة تضع فيها أى بذرة خير فتنبت, وسمعنا أن عبد الله بن عباس لُقِب بحبر الأمة.
2 – أن يقدم الأبوان القدوة الصالحة لأبنائهم :
في الحرص على الصلاة في أول الوقت, والعناية بالسنن والنوافل بعد الفرائض, لأن الأطفال مولعون في الصغر بتقليد الآباء, إذن فليستغل الآباء هذه الملكة في غرس محبة الصلاة لدى أبنائهم, فإذا اعتاد الأبناء رؤية الآباء يسارعون إلى ترك أي عمل على أهميته والمسارعة إليها بعد كل أذان فتترسخ في قلوبهم الصغيرة أهمية الصلاة وإدراك فضلها, لأن الطفل على ما عودة أبوه, وكم نرى من الأبناء من يمسك بالسيجارة ويضعها فى فمه يقلد أبوه, وكم من الأبناء من يرى أبوه أمام التلفاز متعلق بالكرة ويسمع الأذان وظل جالساً لا يذهب إلى الصلاة, فبسبب تراخى الأبوين والتفريط فى الصلاة, لا يتعلق الولد بالصلاة, فعلى الأب أن يذهب إلى الصلاة فى المسجد ويصطحب ابنه معه ويعلمه كيفية الوضوء والصلاة ليتعلق الولد بالمسجد والصلاة .
3- الاستعانة بالقصص والمواعظ
المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو قصص الصالحين ليدرك الطفل فضل الصلاة وسر تعلق الكبار بها.
لأن استغلال الخطاب المباشر قد لا يستوعبه الطفل في المراحل المبكرة فقد يعتبر الصلاة عبأ ثقيلا لأنها تمنعه اللعب.أو باعتبارها من شؤون الكبار التي لا علاقة له بها.
4 – مكافأة الأبناء على حفاظهم على الصلاة فى وقتها:
حينما يقوم الولد بأداء المطلوب منه فيشعر أنه قد أنجز أمراً عظيماً, فعلى الأب فى هذه اللحظات أن يستغلها ويجعلها دافعاً قوياً للطفل, فيقوم بالثناء عليه أمام أفراد العائلة, أو تخصيص هدية يحبها الطفل لأن قيمة الهدية ستجعله يدرك قيمة الصلاة وأهميتها.
وعليه لابد أن يكون الأب قريباً دائماً من أبنائه ليكون هناك الود والاتصال بينهم ولسهولة غرس القيم والأخلاق فى نفوسهم, لن الاهتمام بالطفل من الصغر وتربيته على العقيدة السليمة القوية تجعل الطفل سريرته بيضاء يتقبل أى شئ يعلمه له أبوه .
والله أعلم