بيان معنى النفس والروح والقلب والعقل

بسم الله الرحمن الرحيم,الحمدلله رب العالمين الذي تتحير دون ادراك
جلال القلوب والخواطر وتدهش في مبادئ اشراق انواره الاحداق والنواظر, المطلع على خفيات السرائر العالم بمكنونات الضمائر مقلب القلوب وغفار الذنوب وستار العيوب ومفرج الكروب. والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله الطيبين الطاهرين وسلم كثيرا وبعد..

ان هذه المسميات الاربعة اختلف العلماء في مسمياتها واختلاف معانيها وحدودها واكثر الاغاليط منشؤها الجهل بمعنى هذه الاسامي ونحن نشرح في معاني هذه الاسامي:

اللفظ الاول:القلب

وهو يطلق لمعنين احدهما: اللحم الصنوبري الشكل المودع في الجانب الايسر من الصدر وفي باطنه تجويف وفي التجويف دم اسود هو منبع الروح ومعدنه.
المعنى الثاني: هو لطيفة ربانيه روحانيه لها بهذا القلب تعلق,وتلك اللطيفه هي حقيقة الانسان وهو المدرك العالم العارف من الانسان وهو المخاطب والمعاقب والمعاتب والمطالب ولها علاقه مع القلب الجسماني وقد تحيرت عقول اكثر الخلقفي ادراك وجه علاقته فن تعلقه يضاهي تعلق الاغراض بالاجسام والاوصاف بالموصوفات.

اللفظ الثاني:الروح

وهو يطلق ايضا لمعنين:احدهما:جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني فينشر بواسطة العروق الضوارب الى سائر اجزاء البدن وجريانه في البدن وفيضان انوار الحياة والحس والبصر والسمع والشم منها على اعضائها ,يضاهي فيضان النور من السراج الذي يدار في زوايا البيت. والاطباء اذا اطلقوا لفظ الروح به هذا المعنى:هو بخار لطيف انضجته حرارة القلب وغرض الاطباء معالجة الابدان فأما غرض اطباء الدين المعالجين للقلب حتى ينساق الى جوار رب العالمين.

والمعنى الثاني :هو اللطيفة العامه المدركه من الانسان وهو الذي اراده الله تعالى بقوله:{قل الروح من أمر ربي}وهو امر رباني تعجز اكثر العقول والافهام عن ادراك حقيقته.

اللفظ الثالث: النفس

وهو ايضا مشترك بين معان احدهما: انه يراد به المعنى الجامع لقوة الغضب والشهوة في الانسان وهو الاصل الجامع للصفات المذمومة من الانسان فلابد من مجاهدة النفس وكسرها واليه الاشارة بقول سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم):*اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك*
المعنى الثاني:هي نفس الانسان وذاته ولكنها توصف بأوصاف مختلفة بحسب اختلاف احوالها فاذا سكنت وزايلها الاضطراب بسبب معارضة الشهوات سميت بالنفس المطمئنة,وان لم يتم سكونها ولكنها صارت مدافعة للنفس الشهوانية ومعترضة عليها سميت النفس اللوامة لانها تلوم صاحبها على تقصيره في عبادة مولاه , وان تركت الاعتراض واذعنت واطاعت لمقتضى الشهوات ودواعي الشيطان سميت النفس الامارة بالسوء .
وقد يجوز ان يقال المراد بالامارة بالسوء في المعنى الاول مذمومة غاية الذم وبالمعنى الثاني محمودة لانها نفس الانسان اي ذاته وحقيقته العالمة بالله تعالى وسائر المعلومات.

اللفظ الرابع:العقل

وهو ايضا مشترك لمعاني مختلفة احدهما:انه قد يطلق ويرادبه العلم بحقائق الامور فيكون عبارة عن صفة العلم الذي محله القلب.
والثاني:انه قد يطلق ويراد به المدرك للعلوم فيكون هو القلب والعقل قد يطلق ويراد به صفة العالم وقد يطلق ويراد به محل الادراك .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه

وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب

مس شانيل

مس شانيل

كلمات رائعة وتفصيل متميز بالنسبة للقلب والروح والنفس والعقل

واستدلال من القرآن الكريم عن كل نوع

وهذا ما نطمح به ونرجوه أن تكون كلماتنا نابعة من الكتاب والسنة المطهرة

أشكرك على ما قدمت

وننتظر منك المزيد والمزيد

جزاك الله خير

العصماء