قاهرة الظلام ...

كانت أحلامها وردية كما أحلام الطفولة , تحركها التلقائية والبراءة .
كانت الطفلة المدللة , المحبوبة النشيطة التي تملأ البيت دفئا وحيوية . وكان أهلها يحيطونها باهتمام وحب كبيرين .
كانوا يعيشون عيشة هنيئة رغم أنهم كانوا في بلد الغربة حيث كان الوالد مهاجرا وهم معه في طلب الرزق .

الفاجعة الأولى

كانت الفاجعة الأولى عشية الأحداث السياسية العصيبة التي عرفها المغرب والجزائر سنوات السبعينات ,
حيث اضطرت العائلة لمغادرة الجزائر خوفا مما قد يطالها بعد طرد الآلاف من المقيمين المغتربين .
وعادوا إلى أرض الوطن وقد خلفوا وراءهم جزءا مهما من ممتلكاتهم وحقوقهم وبعضا من مستحقات الوالد
عن سنوات العمل والكدح التي قضوها بمدينة مشرية ,
واستقروا بمدينة فكيك ( شرق المغرب / على الحدود الجزائرية ) , مسقط رأس الوالد ,
حيث الروابط العائلية .

رغم كل الصعوبات التي واجهوها في سنوات الضنك بعد ذلك , فقد كافحت الأسرة من أجل تربية أبنائها
التربية الصالحة ,
وكانت هي متميزة بين إخوتها بالحيوية والنشاط والذكاء والاجتهاد .
بل وأكثر من ذلك , فقد كانت موهوبة رياضية بارعة وحصلت على درجة الحزام الأسود في الكرطيه ,
وكانت أمنيتها أن تحقق أحد الألقاب في هذا المجال الرياضي وأن تمتهن الصحافة مستقبلا .

وكانت من أجل هاتين الأمنيتين تبذل الجهد الجهيد في التمارين الرياضية وتحصيل أعلى الدرجات في المدرسة ,
ولم يكن ليثنيها عن هذه العزيمة سوى الموت .

( قصة من الواقع / منقولة )

يتبع

بروين

فعلا هذه القصه من الواقع

لقد قرات

عن بطلة هذه القصه

رائعه بروين

بانتظار القادم من القصه

شيزون

حبيبتي

بروين

مشكوره حبيبتي

من الواضح ان قصة قاهر الظلام

قصه شيقه ومليئه بالأمل

لقد تابعت معك حبيبتي

وبانتظار المزيد

من القصه

انا في شوق كبير لأعرف تفاصيل

القصه

تسلم ايدك حبيبتي

دمت بكل الحب

العصماء

شيزون

مشكورة لمرورك العزيز

وتابعي معي بقية القصة رغم مطالعتك السابقة عليها

تحياتي لك

بروين

العصماء الحبيبة

أشكر متابعتك للقصة المنسوجة من الواقع

وهي بالأكيد كما ذكرت تخبئ في ظلامها نور الأمل

وأتمنى أن تستمتعي بالمتابعة

بروين

الفاجعة الثانية

حدث مالم يكن في الحسبان , قدر ألم بها في بداية سنة 1987 الى 1989 فاختار لها طريقا آخر

ليرمي بها في قوقعة العاهة المستديمة ... رباه !

لقد أصيبت بالعمى وكان مستواها التعليمي آنذاك السنة الرابعة من الاعدادية .

وانقلبت بذلك حياتها رأسا على عقب , مستقبلها صار عبارة عن هوة مظلمة ...

ورغم المحاولات التي بذلها أهلها لاسترجاع بصرها , فإن الأطباء كانوا يؤكدون , في كل مرة ,

استحالة شفائها وأنها ستقضي باقي حياتها وهي كفيفة .

لم تصدق مايقع لها , حسبت نفسها في كابوس مرعب سيطرده ضوء النهار ويعيد كل شيء كما كان عليه .

لكن شمس النهار انقشعت وعانقت كبد السماء دون أن يكون لها حظ في رؤيتها ...

مأشد الفاجعة عليها , هي التي كان الطموح والاحلام لاتفارقها .

هي التي كان التحدي أحد مبادئها ,

يأتي القدر لكي يجردها من نعمة البصر , والألوان ... رأت وجه أبيها المضيء على الدوام ,

رأت محيا أمها الباسم رغم الآلام ... لكن القدر صرعها وأخذها على حين غرة .

ولولا أسرتها , وعلى رأسها والدها , الذي أخذ بيدها , وساهم في التخفيف من فاجعتها ,

لما تمكنت من تجاوز إعاقتها التي أردي بها لسنوات عديدة في دوامة الصدمة وقذفت بها إلى

عالم الوحدة والعزلة والانطواء ...

إلى أن شاء الله أن يشع أمامها بريق الأمل .

فجأة أحست انجذابا شديدا نحو الموسيقى فقررت أن تخوض هذا العالم الذي أبدع فيه المعاقون كبيتهوفن ,

وعلى الخصوص المكفوفون أمثال عبد السلام عامر وسيد مكاوي وعمار الشريعي .

الموسيقى التي ظلت عزائها الوحيد في حياتها الرتيبة في غياب أي مجال بديل للإدماج ,

وساعدتها على الخروج من قوقعتها المظلمة .

فالتحقت بقسم الموسيقى بالمعهد البلدي بالدار البيضاء سنة 1992 .

تابع

الفاجعة الثالثة

توفي والدها سنة 1994 وكادت تعود إلى نقطة الصفر . لقد كان أباها أحب لها من نفسها
وكانت متعلقة به كثيرا , إلا أن والدتها رحمها الله شمرت بعده على ساعد الجد ,
رغم مرضها , وحملت المشعل لتلازمها في مشوارها مع الموسيقى .

حياتها الجديدة التي وجدت فيها ملاذا يقيها من الشعور بالدونية واللاجدوى ...

وسط هذا العالم الجديد التقت بأستاذها ورفيق عمرها الذي سيتمم ما بدأته
بعون أسرتها وسيأخذ بيدها .
لقد كان الرجل الذي غير نظرتها التشاؤمية للحياة وبفضله سيتحول مجرى حياتها .

إنه حقا كفيف مثلها ولكنه منذ الطفولة , إلا أنه استطاع بعصامية نادرة أن يكون نفسه
ويحقق منجزات رائدة في الحياة .

وهي اليوم متزوجة منه ولها معه ثلاثة أطفال .
كان أستاذا بمادة الصولفيج واستطاعت بفضل مساعدته واهتمامه الكبير بها ,
أن تحصل على شهادة العالي الأول في مادة الصولفيج ومستوى السنة الثالثة في البيانو ..

إلا أن أعظم ماحققته إلى جانبه , فضلا عن السعادة الزوجية طبعا ,
كانت عودة رغبتها في الدراسة , إذ قررت أن تجتاز امتحانات شهادة الباكالوريا الحرة
بعد تردد طويل ,
نظرا للظروف الصحية التي كان يعاني منها أبنائها .

وفي السنة نفسها التي وضعت فيها ملف ترشيحها , أسقطت صريعة المرض بسبب
الإرهاق والضغط الذي عانت منه إثر مرض أبنائها ...

كادت أن تعدل عن فكرة حضور الامتحانات لولا تشجيع زوجها وبعض أصدقائها ,
وبعد أن تماثلت للشفاء , وربطت العزم وعكفت على مراجعة دروسها في أقل من ثلاثة أشهر
ولم يكن يراودها شك في أنها راسبة لأن الظروف التي واجهتها
حالت دون استعدادها بصورة أفضل .

تابع

المفاجأة السعيدة

هذه المرة , كانت المفاجأة بدل الفاجعة , وكان رقمها مسجلا بين الناجحين ,
لينزل الخبر على نفسها منزل ثلج وبرد .

وكيف لا وهذا الحدث السعيد سيشكل منعطفا جديدا في حياتها ؟
وكأنها استعادت نظرها وانقشعت الغشاوة عن عينها ...

لن تتوقف مادام الله تعالى وزوجها وزمرة من أصدقائها من حولها ,
وستقدم ترشيحها لمتابعة دراستها في شعبة التربية الموسيقية ,

مادامت الموسيقى هي سبب انفتاحها على الآخرين ,
فضلا على كونها سبب تعرفها على زوجها الذي تدين له بالكثير .

انتهت

C:\Documents and Settings\Administrateur\Bureau\Raccourci vers 1.lnk

لمياء

نعم انها قصه رائعه جدا

اخذتنى مفاجئاتها وحده تلو الاخرى حتى وصلت للنهايه

اشكرك لما تقدمتى فيه

ونرجو المزيد

دمتى قلما منيرا

المستشار