فرق تسد سارية المفعول

منذ عرف الانسان استغلال اخيه الانسان وهو يعرف أيضا أن في التوحد قوة وفي التفرق ضعف وانقياد لذلك صار كل من يريد أن يسطو على حقوق الغير لا يسطو على جماعة متحدة بل على الافراد لانهم مشتتون لا قوة لهم وهذا هو قانون الغاب فالمفترس لا يفترس داخل القطيع بل يتصيد الفرصة لينقض على ما شرد منهم وقد أشار النبي الكريم دالا على ذلك منذ زمن بعيد فقال عليه افضل الصلاة والسلام إنما يأكل الذئب من الغنم الشاة القاصية))أو كما قال رسول الله صلىالله عليه وسلم وهو تصوير بليغ على الاستفراد والاستحواذ على من يكون بمعزل عن قوة واتحاد الجماعة وقد ظهر نتيجة لذلك مبدأ فرق تسد في عصور التوسع الاستعماري وهو ما سهل على كل مستعمر الدخول إلى أي موطن أراد وقد سرى هذا المبدأ ونجح لكل من فكر أن يستعمله فأدواته معروفة هي الإغراء والتهديد والاستغلال والطمع وخاصة الفتنة فهي كما قال عنها المولى عز وجل : (( أشد من القتل)) وقد برع فيه بعد المستذمرين اليهود الملاعين وتفننوا فيه أيما تفنن واستغلوه أيما استغلال فسهل عليهم نهب قطعة من أكبادنا دون أن يتحرك للمسلمين والعرب ساكن ولا أن يهتز لهم جفن فتركوها في أيدي الغاصبين وهي تصرخ أنقذوني يا مسلمين لكن لا حياة لمستعبد ذليل وقد جعلوا من حكام المسلمين دمى اراجوز يتلاعبون بيها بين عمالة وتبعية ثم لم يرضوا بذلك فقط فقد فرقوهم عن شعوبهم ثم استداروا للشعوب ففرقوها بأفكار رسم الحدود لتتحجم الأمة الاسلامية ويسهل تقطيعها والتهامها في قصعة من قصاع الدنيا ووضعوا بهاراتهم وتوابلهم على ما يأكلونه فاختلقوا بين المسلمين النعرات و الفتن في الحدود ليزيدوا من التفرق كما هو الحال بين ايران والعراق وبين العراق والكويت وبين الايمارت وايران وبين الجزائر والمغرب و.....غيرها من المنازعات ثم مالبثوا أن فرقوا الشعوب عن بعضها فظهرت تقسيمات فيكل جهة فهذا مغربي وهذا مشرقي وهذا اسيوي وهذا أفريقي ثم عمدوا الي خلخلة المجتمعات وزعزعة استقرارها فظهرت الاطياف السياسية لتتنازع على السلطة حتى في الدول المغتصبة كأمنا الحبيبة فلسطين فهذا فتحي وهذا حماسي وهذا جهادي وهذا من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرهم من الاحزاب على الساحة كما فرقوا فيالواقع الجغرافي هذه ضفة غربية وهذه غزة وهذه الضفة الشرقية فكل ما يفعلونه يصب في قالب فرق تسد فصنعوا من الفلسطينين عملاء لهم من داخل السلطة الفلسطينية وسهلوا لهم نهب أموال الفلسطينين ليتركوا من يؤمن بمباذئ التحرر يعاني الفقر والتشرد وهدم البيوت والحبس والآن ويا عجبا فرقوا حتى بين المسلمين المتشددين في دينهم والثابتين على ميادئ الدين فاختلقوا أسماء للمسلمين تجعلهم شيعا فظهرت الاطياف والتيارات الدينية فهذا شيعي وهذا سني وهذا اباضي وهذا سلفي وقد سرت التفرقة هكذا في المسلمين كما تسري النار في الهشيم والمسلمون لبلاهتهم وغبائهم ينفذون مخططات اليهود بأديديهم ويمعنون في اختلاق أسباب الفرقة والتنافر حتى يسهل الانفراد بهم وصيدهم وقهرهم فرادى عاجزين فهم يعرفون أن في الاعتصام قوة ففصموهم عن ذلك وعرفوا أن الاسلام هو العصمة الوحيدة للمسلمين وسبب تماسكهم وتوحدهم فأبعدوهم عنه وشوشوا عليهم بمسميات ما أنزل الله بها من سلطان ولا أمر بها نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فقد كان التقسيم الرسمي للمسلمين في كتاب الله هو أن الاسم العام لكل شخص صفة الاسلام أي المسلم ثم الايمان أي المؤمن وقد أمر أن يكون اسم مسلم هو الاسم العام والاطار الوحيد لكل المنظوين تحت سقف الاسلام أما الايمان فهي تسمية خاصة يقدرها الله ولها علامات يمكن أن يستدل بها المسلم ليعرف المؤمن وهذا ما فطن له أعداء الدين فحرفوا مساره وقد تبعم جل المسلمين فيه وفعل السم اليهودي فعلته وحقق مآربه وليس أدل على ذلك من حالهم اليوم بين الضعف والمهانة والرضوخ والاستسلام ومازال مبدأ فرق تسد ساري المفعول إلى يومنا هذا.

lem_star
موضوع في قمة الروعه
ومعلومات قيمة
بارك الله فيك اخي
وجعله في موازين حسناتك
مشكور
تسلم ايديك
دمت بكل الخير