الحلقة الرابعة من قصة صبي يرضع الحرمان ( قصة من قلب الواقع )
3 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
lem_star عضو برونزي
عدد الرسائل : 152 العمر : 49 الموقع : الجزائر العمل/الترفيه : مدرس المزاج : هادئ / مرح اعلام الدول : مزاجي : المهنة : الهواية : تاريخ التسجيل : 17/06/2009
موضوع: الحلقة الرابعة من قصة صبي يرضع الحرمان ( قصة من قلب الواقع ) الأربعاء يونيو 24, 2009 5:36 am
الحلقة الثانية
ة
نعم إن الصبي انتصر بمشيه على جبنه أولا وعلى تهكم الآخرين وصنع فيه روح المواجهة والاعتماد على الذات وتحرك بخطواته المتلعثمة ليكتشف عالمه المجهول وفعلا قد كانت الطبيعة في الريف أمه الأولى والثانية وقد ارتبط بخضرة اشجارها واصوات طيورها وسمرة ترابها وحركات وأصوات أنعامها فكان جزء منهم وكانه أراد أن يخرج عن عالم البشر لينتسب إلى عالم الكون وهذا ما خلق فيه الحس المرهف والعطف والحنان فكانت كانهار تتدفق فيه ورغم ما لاقاه من شر البشر فهو لا يجد في قلبه غلا لهم وأن حرمانه من الوسامة لم يجعله يحقد على بني البشر وقد فتح الله له في عالم البشر قلبا تلقاه ليرعاه إنه قلب جدته من أبيه فقد إلتصقت به والتصق بها فحنت عليه ودفعت عنه ظلم الكبار وجهلهم فوجد فيها عصاه التي فيها مآربه ثم مالبث أن غلبته غريزة الخوة و هوبن الثلاث سنوات ليعود لاخوته غير محمل لهم أخطاء الكبار فتنشأ العلاقة الحميمية رغم ما يحرق قلبه من ألم وهو يرى والديه بجهلهما يفرقان في التعامل بينه وبين أختيه وكان يرى أن أخاه الأكبر الذي حماه الله من طغيان البشر وجهلهم فخلقه معاق الذهن لا يفقه شيئا قد استراح وناى عن المعاناة حتى وهو يحن إليه ويتمنى لو أنه بخير ليتخذه الصاحب والسند وخصوصا وهو يرى نفسه عاجزا عن الدفاع عن أختيه فقد حرم قوة البدن فكان نحيلا ضعيفا وكانت أختاه تتعرض للاعتداءات فيعصر قلبه اللم ويبكيويبكي ويصرخ عليهم عاجزا وصار يتمنى كثيرا لو لم تكن له أختين. الطبيعة جادثت عليه بما جفت قلوب الآخرين أن تعطيه فألفها وألفته وترعرع بين أحضانها وتعلم ألفاظا تخصها وكان في نعومة الأطفال وجبنهم وقد بنى لنفسه عالمه الخاص لكن ولسوء حظه فقد أتى الوالد يوما ليصب الصاعقة صبا على رأس المسكين فقد اتخذ قراره بالسفر للمدين والرحيل عن الديار فصار الصبي كالمجنون يحدث نفسه : أأحرم أيضا من وطني من عالمي اوياخذونني بعيدا عن أمي الطبيعة وراح في الصراخ والاعتراض لكن عالم الكبار لا يرحم وأخذ إلى المدينة ليجد نفسه بين أربعة جدران لا حركة ولا خروج ولا شيء يرى من عالمه غير السماء بدعوى أنه سيضيع في زحمة المدينة . مرت أيام وايام وتراجع الكبار عن قراراتهم وسمح له بالخروج رفقة اختيه على أن لا يبتعدوا كثيرا وذات مرة أراد ان يجرب التحدي ويبتعد مع اخته الضغرى قليلا ليقصدا دكانا في الحي بيدا بعده عن الصبية وحدث ما كان متوقعا فقد تاها ولم تمضي ساعات حتى وجدا وهما تائهين غارقين في دموعهما وأعيدا للبيت ليحرما من الخروج نهائيا. مضت الشهور والحبس الاجباري قائم وكان عالمه قد بدا يتشكل بين تلك الغرف ويشعر بقليل من الاستقرار حتى قرر الوالد الرحيل مرة اخرى إلى سكن ثان وهو ملك لعائلة اخرى. عادت معاناته لتزداد جسامة وخاصة أن بنات العائلة الأخرى أكبر منه ورغم جمالهن فقد كن قاسيات فلم يرحمنه لانه قبيح الوجه فكان يتلقى الشتائم والضرب وكان يتحمل حنى لا يرهق والديه ويكتم في نفسه آلامه وكان يحدث القدر هل إلى عذابي هذا من نهاية؟؟!!!.......يتبع
عدل سابقا من قبل lem_star في الإثنين يونيو 29, 2009 3:50 pm عدل 5 مرات
العصماء المدير العام
عدد الرسائل : 7753 اعلام الدول : مزاجي : الهواية : تاريخ التسجيل : 10/09/2008
موضوع: رد: الحلقة الرابعة من قصة صبي يرضع الحرمان ( قصة من قلب الواقع ) الأربعاء يونيو 24, 2009 12:15 pm
اخي الفاضل lem_star بصراحة اخي القصة جميلة جدا بانتظار القادم بكل شوق لغاية الان رايت الثقة بالنفس هي العنصر الاساسي في هذه القصه بانتظار التتمة فلا تتاخر علينا ولي رجاء اخي الكريم هو ان الاجزاء القادمة من القصة تكتب على شكل ردود بالتسلسل حتى يتسنى للاعضاء قرائتها كاملة ولك جزيل الشكر تسلم ايدك يعطيك العافية
ساري الليل عضو الماسي
عدد الرسائل : 1153 العمل/الترفيه : computer اعلام الدول : المهنة : تاريخ التسجيل : 01/10/2008
موضوع: رد: الحلقة الرابعة من قصة صبي يرضع الحرمان ( قصة من قلب الواقع ) الأربعاء يونيو 24, 2009 1:27 pm
مشكور جدا قصة مشوقه سنتابع معك للنهاية بانتظار القادم تسلم الايادي يعطيك العافية
lem_star عضو برونزي
عدد الرسائل : 152 العمر : 49 الموقع : الجزائر العمل/الترفيه : مدرس المزاج : هادئ / مرح اعلام الدول : مزاجي : المهنة : الهواية : تاريخ التسجيل : 17/06/2009
موضوع: الحلقة الثالثة من حياة صبي الخميس يونيو 25, 2009 3:43 am
الحلقة الثالثة من حياة صبي
كان الصبي يجتر آلامه ويحدث نفسه بيوم ينتصر فيه على الجميع وكانت أحلامه البريئة في داخله تصور له كيف أنه سينتصر على أعدائه وكيف سيأتون إليه صاغرين متذللين وكيف أنه بطيبة قلبه سيحدثهم بكل ما جال في خاطره وما حاك في نفسه من الم ثم يعفو عنهم عفو الصبي الذي قلبه لا يعرف معنى للغل أو الحقد. هذه هي أحلامه ببراءة الأطفال وكان يحذوه المل أن تتحقق يوما وكان يحاول بكل جهده إرضاء المؤجرين لهم البيت وكان يتنازل على كثير من حركات الطفولة التي يجلها أهل البيت ذريعة لضربه وصب جام غضبهم على امه رغبة منهم في رحيلهم فقد أسكنهم والدهم ولم يجدوا حيلة لطردهم إلا الضغط والاستفزاز وهو فعلا ما حقق لهم مأربهم فقد ضاق والد الصبي ذرعا بهذه الاهاناة فاكترى غرفة عند شخص آخر ولكن الصبي لم ينتقل من بيت ليرتاح في بيت آخر فقد كان السكن الجديد يحوي شابين مفعمين بالقوة والتهور ويملكان أما غاية في القسوة والظلم للغير فكانت أخته تتعرض للتحرش والاعتداء عليها أمام ناظريه وهو يصرخ صراخ العاجزويترجى الرحيل في كل لحظة ورغم شكاويه فقد كان والداه من الاشخاص الذين يتملكهم الخجل قبل كل شيء فكيف سيتذمرون ممن يأويهم تحت سقفه ويبقى الألم بمرارته يتبعان الصبي أين ذهب وكان يبكي في صمته الدائم ويعترض في عالمه الذي صنعه ويحن للبادية والطبيعة وتواصل الستفزاز من طرف الأم وابنيها ووصل إلى الوالدين ثم صارت البنتان تتعرض للعنف حفاظا على شرفهما رغم حداثة سنهما وما زاد وحشة الصبي وافتجاعه حين علم أن والده لم يسجله بتاريخ ميلاده الصحيح لأنه من جهة لا يذكره ومن جهة خوفا عليه من التجنيد فقد حرمه حق اليحاة كباقي الاطفال وحرمه أن يتذكر يوم ميلاده ولم نقل الاحتفال به وزاد حنقه حين علم أن الوالد سجله كآخر عنقود العائلة لتصير أخته الصغرى أكبر منه فكان السواد يلف حياته ولا مخفف له إلا بكاءه وهروبه إلى عاله الصغير ليشكو هناك ويعترض بصوت عال وينتقم ويعفو فعالمه هو فيه السيد. لم يطل الأمر كثيرا حتى انتقلت العائلة لبيت آخر كان في البداية جنة بالنسبة اليه فلا بنات فيه ولا أولاد بل ساكنيه عجوز حنونة وابنها الشاب المتزوج حديثا وكانوا لايسأمون من الاطفال أبدا فانفتح باب الأمل وانفرجت الغمة وصرف عن كاهل الطفل ثقل جبال فهل ياترى سيكون البيت منعطفا للتغير معه حياة الصبي أم أنه ستزيد المعاناة وتضخم؟؟؟؟..............يتع
lem_star عضو برونزي
عدد الرسائل : 152 العمر : 49 الموقع : الجزائر العمل/الترفيه : مدرس المزاج : هادئ / مرح اعلام الدول : مزاجي : المهنة : الهواية : تاريخ التسجيل : 17/06/2009
موضوع: الحلقة الرابعة من صبي يرضع الحرمان الإثنين يونيو 29, 2009 3:02 pm
الحلقة الرابعة
شوق الصبي للبيت الجديد لم يكن غير هروب منه مما هاله في عالمه الجديد المليء بالمتناقضات والذي يدفعه دفعا ليتعلم القسوة والعنف والصلابة وأن تجعل منه بالقهر وحشا مفترسا لا يأبه لمبادئ الحياة ولا يعرف إلا نفسه وكيف يحميها بقانون الغاب وراح الصبي يكتشف محيطه الجديد وأهله فوجد عجوزا آية في الرحمة والرقة وابنها شخص يلفه الغموض لا يعرف الابتسام ويعشق العمل وعروس تتوارى حتى لا ترى الصبي فقد تكون في حالة الحمل فلا تحب أن تنجب ولدا قبيح الخلقة مثله لكن الصبي لا يفهم ذلك وتكثر عنده الأسئلة : لما هذه الشابة الجميلة لا تحب رؤيتي أم أن الحياء علمها هذا أم أن زوجها منعها من رؤية الصبيان ولكنه بعد مدة استسلم لواقع وتقبله بجهل وبدأ يعيش حياته الجديدة لتظهر أخته الكبرى عقبة في طريقه فهي تتعرض يوميا للاعتداء وهو يقف باكيا يضرب الصبيان لكن قوته لا تتعدى حركة ذبابة على ثوب وصار الحقد يملأه ضد مقادير الحياة وكانت حاجته للجنس الآخر تزداد يوما بعد يوم وكانت الفتيات الأكبر منه يشعرن بنظرته التي تماثل نظرة الشباب المراهقين فيتهربن منها بالصد أو النهر فهو قبيح المنظر وكان الوالد قاسيا في تربيته فبمجرد عودته من العمل يكن في البيت لا حراك وكان يزعجه تصرف والده مع أمه وخاصة أن الأب شخص نسواني له جاذبية للنساء وكان يحقد على زوجته لأنه كانت ابنة عمه وتزوجها مرغما طاعة لآبيه وهو بمجرد أن يراها يتذكر كيف أنه ترك شقراوات باريس وجاء ليعيش معها أما هي فكانت تعبده حبا وتعلقا وخوفا وكان يشتد بكاء الأم كلما أراد الأب الانفصال والزواج بأخرى لكن كانت أمه دائما تقف حائلا دونه وهو يقف واجما أمامها فهو يكن لها كل الحب والاحترام وكان الصبي يرى في جدته الخلاص له ولأمه وهكذا كان السيناريو يتكرر كيرا أمامه فكان يحدث نفسه أنه لن يكون أبدا مثل أبيه قاسيا على المرأة وأنه سيتزوج امرأتين حتى لا يظلم التي سيزوجها له والده بل سيكرمها كما سيعيش حبه مع من يختارها وكان هذا الحلم يراوده دائما ويعيش معه كما قد تفطن لوجود الله دون أن يدله أحد عليه وكان يسميه أبي لأنه كان يحس أنه رؤوف رحيم حنون وهكذا كان يجد في الله الملاذ الآمن وقد تصوره تصور صبي نور موجود في السماء فقط وكان يحدث نفسه أنه سيجد يوما وسيلة يصعد إليه بها ويعيش عنده في حماه. أتى خاله من الريف ليعيش عندهم فرأى فيه عوضا عن أخيه الأكبر وكان مثله الأعلى وعصاه التي سيواجه بها المعتدين وفعلا كان يرافقه رغم أن الخال في كثير من الأحيان كان يرفض اصطحابه ولكنه رغم ذلك كان يحبه ويهابه وقد انظم معه إلى الكتاب القريب من المنزل لكنه حرم منه بعد أن انظم خاله بمدة إلى كتاب ابعد وما لبث أن عاد وقد كان الصبي مشغولا بمراقبة الفتيات الجميلات اللواتي كن معه وكان معلم الكتاب يبعده عنهن ويطلب منه حفظ السور لكن الصبي لا يرى في الكتاب غير لقاء الفتيات وخاصة فتاة كانت قمة في الجمال وآية أبدعها الخالق لكن خاله سبقه إليها وصار يتواجه مع المعلم معه عنها وكثر العراك فقد كان الخال ببنية لا بأس بها وكان يغافل معلم القرآن ليجده بجانبها يحدثها فيضربه ضربا مبرحا ويعيده إلى مكانه وهكذا مرت الأيام إلى أن قرر الخال التوقف عن مزاولة القرآن والانقطاع عنه مما ترك الصبي في وحدة وعزلة وزادة الكتاب وحشة بعد انقطاع الفتاة عن المجيء وتحولت أيامه إلى سواد بعد الأحلام الوردية التي كان ينسجها معها ومرت الأيام متثاقلة وقد بحث عن الفتاة فلم يجد لهل أثرا بعد أن قررت عائلتها منعها من الخروج لكبر سنها وعرضتها للاعتداءات المتكررة . وذات يوم جاء خبر الانتقال المفاجئ لبيت جديد لا يبعد كثيرا عن هذا البيت كما لا يبعد عن بيت الشابين اللذان كان يسكن عندهما قبلا مما زاده سخطا وصراخا وألما داخلي وهو لا يعلم كيف سيكون بيته الجديد وما سيحمله له من معاناة؟؟
الحلقة الرابعة من قصة صبي يرضع الحرمان ( قصة من قلب الواقع )