الحلقة الأولى من صبي يرضع الحرمان ( قصة من قلب الواقع )

رغم زمهرير الشتاء وشح السماء ولسعات البرد القارس فان الأم لم يمنعها ذلك من أن تضع وليدها الذي انطلقت صرخاته مدوية مع تباشير الصباح لتشق ذلك السهل وتسري بكل وهدة وتلة محركة آذان الانعام .
ولد هذا الصبي وأول شيء تعلمه هو الحرمان فقد حرم زخات المطر بمولده رغم أنه فصل كرم السماء وحرم ثدي أمه التي من سوء التغذية لم تدر لبنا وبذلك حرم حنانا قد يسري مع سريان الحليب إلى جوفه لتتلقفه يد القدر وتضعه فيد عمته التي قاسمته وابنتها ثدييها ثم ما لبث أن تناولته عمته الأخرى لترضعه مع ابنها فكان كمن يتسول العطف والحنان وليس في بيده ان يغير سير الدنيا ولا أن يغير مقاديره.
رضع الحرمان من يومه وبدأت الايام ترسم تشاكيلها على جسمه الهزيل وبدأ ينمو عصاميا كالكبار ولم يلبث أن عاد إلى أمه لكنها امراة مسكينة يعاركها الزمن بالعمل الشاق فلم تكن قادرة على ايلائه الاهتمام والرعاية وسارت الايام وزاد مولد اخته الصغرى حرمانه فقد فقد كل مصدر يحس به بأمان الحياة واتجهت الأنظار كلها لأخته وصار نصيبه النهر والنهي .
حرم ككل الاطفال أن يمشي كما يمشون فصار يزحف على مؤخرته مشيا وكان الكل يسخر منه تهكما ولن تصدقوا فقد كان الاحساس بالمهانة يصله رغم حداثة سنه وكان يشعر بالمهانة والخجل ولطالما حاول أن يقف ولكنه كان يشعر بدوار رهيب .وبمرور الايام قرر أن يتحدى الكل وذهب وألتصق بالجدار واتخذه دعامة وسندا وراح يخطو خطواته الأولى ولكن الكل اوبل عليه بالاستهزاء والاستهتار لكنه شعر أن حله ليس في إرضائهم ولكن في الصمود وتحقيق ما يريد ونجح ومشى وكان الانتصار في نفسه عظيما.

lem_star

قصة جميله جدا
مشكور اخي
تسلم ايدك
يعطيك العافيه
دمت بود

مشكور اخي
قصه جميله
وفيها كتير من الحكمه
بارك الله فيك
تسلم ايدك