بسم الله الرحمان الرحيم
تحية لأهل منتدى كووورة عربية
المنتخبات العربية و كأس العالم ..ما لنا و ما علينا و واقع الأمور
نهاية أسبوع حافلة تلك التي شهدتها تونس، مصر، الجزائر، المغرب و السودان و لحظات صعبة تلك التي عاشتها مختلف جماهير الفرق في تصفيات المنطقة الإفريقية المؤهلة لجنوب إفريقيا 2010، 90 دقيقة انتهت بفرح شديد من الجزائريين و حزن بالغ من المصريين و عودة الروح للمغاربة و اطمئنان حذر من التونسيين و خيبة أمل للسودانيين.
اليوم هدأت النفوس و عاد الجميع إلى رشده و بدأ المحللون و المهللون، المتفائلون و المتشائمون في رؤية الأمور بعقلانية و إعداد العدة للاحق المواعيد. و سأحاول من ناحيتي و من منطلق ما أراه على الملعب و في مختلف الفضاءات الإعلامية رصد مستقبل جميع منتخباتنا العربية على مستوى القارة الإفريقية.
بداية من السودان و بعد تعادل عادل أمام مالي في الافتتاح سقطت من الدقائق الأولى أمام البنين لتتبخّر بذلك آمال جماهيرها حتّى في التأهل لكأس افريقية رغم أنّ أملها مازال قائم حسابيا لكن بالنظر إلى واقع الأمور و حالة المنتخب السوداني هذه الأيام يبدو من الصالح التفكير في مستقبل الفريق في المواعيد القادمة و استغلال هذه الفترة لتكوين جيل قادر على رفع مستوى الكرة السودانية .
المغرب و بعد مفاجأة اللقاء الأول أمام الغابون و تشاؤم الشارع المغربي قبيل موقعة الكامرون أثبت أنّه الأسد الذي أتى من الأطلس لترويض أقرانه الغير مروضين في ديارهم فكانت نقطة اكتملت بمردود مقنع رغم الغيابات لتعيد نغمة التفاؤل للجمهور و الإعلام المغربي المهمة صحيح تبدو صعبة و لكن غير مستحيل مع تداخل الأمور في ترتيب منتخبات المجموعة و وجود الأقوى في ذيل الترتيب أي الكامرون و المغرب لذلك أتمنّى الاستفاقة لأسود الأطلس و لا عزاء للأسود الغير مروّضة في سباتها العميق.
تونس بدأت المشوار بجني النقاط بتحقيق 6 نقاط في الجولتين البداية تبدو سلسة رغم المردود الغير المقنع أمام الموزمبيق و الطريق يبدو شائكا للموقعة المرتقبة أمام نيجيريا في ملعب رادس التي جمعت 4 نقاط ملاحقة بذلك المتصدر عن قرب ، حسم هذه المجموعة سيكون الأسهل ففي صورة انتصار تونس و هذا ما أتمناه سيصبح الفارق 5 نقاط و سيرشح تونس منطقيا إلى المونديال أمّا في صورة التعادل فسيبقى الرهان إلى آخر الجولات و لن تنفع مواجهة الإياب بين الفريقين في تحديد الأوفر حظا للصعود كذلك، و الحالة الثالثة التي لا أتمنّاها هي فوز نيجيريا ممّا يرشحها لصدارة المجموعة و إن تصدرت نيجيريا من الآن فلا عزاء لنا نحن ( التونسيون) لأن نسرهم أسرع من نسرنا و هذا واقع الأمر.
الآن مصر و النتيجة التي لم يتوقعها الجمهور المصري و توقّعها المقربون من المنتخب، فرغم جمعه لـ2 نقاط من مجموع 6 و رغم الهزيمة العريضة و اهتزاز المردود في مقابلتي زمبيا و الجزائر فانّ حظوظها مازالت وافرة و أؤكد على كلمة وافرة فمصر بكل بساطة عليها الفوز في الأربعة المقابلات المتبقية للتأهل إلى جنوب إفريقيا و تبقى المواجهة الأصعب لمصر لقاء زمبيا خارج ميدانها لكن المطلوب هو رفع المعنويات و الهمم لأنه بمعنويات الفريق الحالية مصر لن تقدر على الأربعة المواجهات المتبقية.
أختمها بالجزائر البلد الذي مازال يعيش الأفراح و الليالي الملاح بعد الانتصار التاريخي بإستاد شاكر بالبليدة انتصار مستحق صنعته مواهب قد تعيد الجزائر إلى مجدها الذي غاب عن القارة من جيل رابح مادجر ما أتمناه من الجزائريين أن لا يكثروا من الفرحة لان مصير التأهل لم يحسم بعد و لقاء زمبيا هو المصيري لتأكيد مسألة الترشح من عدمها فانتصار الجزائر يعني التقدم خطوات نحو جنوب إفريقيا و انهزامها لا قدّر الله يمنح الفرصة لزمبيا لتحلم هي أيضا دون أن ننسى الفراعنة و عودتهم للمنافسة في المجموعة خاصة أن نتيجة لقاء زمبيا الجزائر ستخدم مصالحه في كل الحالات...
طبعا لا يمكن المرور دون التنبيه من منتخب زمبيا الذي يقدم الأداء الجيد المصحوب بالنقاط الهامة رغم أني لا أتمنّى ما توقّعه الكبير عبد المجيد الشتالي بصعود زمبيا في دردشة له مع أحد الإعلاميين من مصر.
أخيرا أعذروني على الإطالة و إن شاء الله تحقق فرقنا العربية ما تشدو إليه و ما ترجوه بالترشح إلى المونديال رغم أنّ خيبة المسعى لإحدى المنتخبات متأكدة بوجود مصر و الجزائر في نفس المجموعةو شكرا.
دمتم في رعاية الله و حفظه